کد مطلب:239471 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:148

لابد من اختیار خراسان
و بعد أن فرغت ید المأمون من بنی أبیه، و البرامكة [1] ، و العرب ، و العلویین ، اضطر أن یلتجی ء الی جهات أخری لتمد له ید العون و المساعدة ، و تكون سلما لأغراضه ، و اداة لتحقیق أهدافه و مآربه .. و لم یبق أمامه غیر خراسان ، فاختارها ، كما اختارها محمد بن علی العباسی من قبل . فأظهر لهم المیل و الحب ، و تقرب الیهم ، و قربهم الیه ، و أراهم : أنه محب لما و لمن یحبون ، و كاره لما و لمن یكرهون . حتی انه عندما علم منهم المیل الی العلویین ، و التشیع لهم ، أظهر هو بدوره أنه محب للعلویین ، و متشیع لهم ..

كما أنه كان من جهة ثانیة قد قطع لهم علی نفسه الوعود و العهود ، بأن یرفع



[ صفحه 171]



الظلم و الحیف عنهم، و یرد عنهم الكید، الأمر الذی جعلهم یتقون به، و یطمئنون الیه، و یعلقون كل آمالهم علیه ..


[1] ذكرنا للبرامكة هنا ليس عفويا ؛ فان محط نظرنا يشمل حتي الأيام الاولي، التي فتح بها المأمون عينيه، و عرف واقعه، و أدرك الأخطار، التي تتهدده، و تتهدد مستقبله في الخلافة مع أخيه الأمين ؛ فلا يرد علينا : أن البرامكة قد نكبهم الرشيد قبل خلافة المأمون بزمان .. مضافا الي الدور الكبير الذي لعبه البرامكة في تقديم أخيه الأمين عليه، حسبما قدمنا ...